عبودية التوكل على الله عز وجل وصدق التعلق به سبحانه

 

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: «إن التوكل حال مركبة من مجموع أمور لا تتم حقيقة التوكل إلا بها... فأول ذلك: معرفة بالرب وصفاته من قدرته وكفايته وقيوميته وانتهاء الأمور إلى علمه وصدورها عن مشيئته وقدرته. وهذه المعرفة أول درجة يضع بها العبد قدمه في مقام التوكل.

 

عن محمد بن حماد بن المبارك قال: قال رجل لمعروف: أوصني قال: توكل على الله حتى يكون جليسك وأنيسك وموضع شكواك، وأكثر ذكر الموت حتى لا يكون لك جليس غيره، واعلم أن الشفاء لما نزل بك: كتمانه، وأن الناس لا ينفعونك ولا يضرونك، ولا يعطونك ولا يمنعونك (مدارج السالكين 2/117، 118).

 

وعن عبد الله بن خبيق قال: سمعت إبراهيم البكاء يقول: قلت لمعروف الكرخي: أوصني. فقال: توكل على الله - عز وجل - حتى يكون هو مُعلّمُك وموضع شكواك؛ فإن الناس لا ينفعونك ولا يضرونك (صفة الصفوة 2/321).

 

وقيل لحاتم الأصم على ما بنيت أمرك في التوكل؟ قال: على خصال أربع: علمت أن رزقي لا يأكله غيري فاطمأنت به نفسي، وعلمت أن عملي لا يعمله غيري فأنا مشغول به، وعلمت أن الموت يأتي بغتة فأنا أبادره، وعلمت أني لا أخلو من عين الله فأنا مستحيي منه (شعب الإيمان 2/111).


العودة