تعبد الله - عز وجل - بخلق الكرم والجود والسخاء والإحسان إلى عباد الله والحلم والعفو عنهم

 

قال ابن عُيَيْنة: «دخل هشام الكعبة فإذا هو بسالم بن عبد الله، فقال: سَلْني حاجةً؛ قال: إنِّي أستحيي من الله أنْ أسألَ في بيته غَيْرَه؛ فلمَّا خرجا قال: الآن فسلني حاجةً فقال له سالم: من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة؟ فقال: من حوائج الدنيا قال: والله ما سألتُ الدُّنيا من يَمِلكُها، فكيف أسألُها مَنْ لا يملِكُها» (حلية الأولياء 8/84).

 

قال المأمون لمحمد بن عباد المهلبي: «أبا محمد بلغني أنه لا يقدم أحد البصرة إلا أدخل دار ضيافتك قبل أن يتصرف في حاجاته، فكيف تسع هذا؟ فقال: يا أمير المؤمنين منع الموجود سوء ظن بالمعبود. فاستحسنه منه، وأوصل إليه المأمون ما مبلغه ستة آلاف ألف درهم، ومات وعليه خمسون ألف دينار دينًا» (تاريخ بغداد 12/342).

 

وعن عبد الصمد قال: «سمعت الفضيل بن عياض يقول: إذا أتاك رجل يشكو إليك رجلاً، فقل: يا أخي، اعف عنه، فإن العفو أقرب للتقوى؛ فإن قال: لا يحتمل قلبي العفو، ولكن انتصر كما أمرني الله - عز وجل - قل: فإن كنت تحسن تنتصر مثلاً بمثل، وإلا فارجع إلى باب العفو، فإنه باب أوسع، فإنه من عفا وأصلح، فأجره على الله، وصاحب العفو: ينام الليل على فراشه، وصاحب الانتصار: يقلب الأمور» (حلية الأولياء 8/112).

 

قال أبو عُمر بنُ عبد البَرُ: روينا أنَّ جاريةً لصَفِيَّةَ أتت عمر بن الخطاب، فقالت: «إن صَفِيَّةَ تُحب السبت، وتَصِلُ اليهود. فبعث عُمُر يسألُها، فقالت: أما السبتُ، فلم أحِبَّه مُنذ أبدلني الله به الجمعة، وأما اليهودُ، فإنَّ لي فيهم رَحِمًًا، فأنا أصِلُها، ثم قالت للجارية: ما حَمَلَكِ على ما صَنَعْتِ؟ قالت: الشيطان، قالت: فاذهبي فأنت حرة» (سير أعلام النبلاء 2/232).


العودة