قوة الرجاء في الله - عز وجل- والطمأنينة إلى روحه سبحانه وحسن الظن به

 

يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: «فقوة الرجاء على حسب قوة المعرفة بالله سبحانه وأسمائه وصفاته، وغلبة رحمته غضبه، ولولا روح الرجاء لعطلت عبودية القلب والجوارح..، بل لولا روح الرجاء لما تحركت الجوارح بالطاعة ولولا ريحه الطيبة لما جرت سفن الأعمال في بحر الإرادت» (حلية الأولياء 2/89).

 

لما حضر معاذ بن جبل رضي الله عنه الموت قال: «انظروا أصبحنا؟ فأُتيَ فقيل: لم تصبح، فقال: انظروا أصبحنا؟ فأتى فقيل له: لم تصبح حتى أتى في بعض ذلك فقيل: قد أصبحت. قال: أعوذ بالله من ليلة صباحها إلى النار، مرحبًا بالموت مرحبًا، زائر مغب، حبيب جاء على فاقة، اللَّهم إني قد كنت أخافك فأنا اليوم أرجوك، اللَّهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لجري الأنهار، ولا لغرس الأشجار، ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء بالرُّكب عند حلق الذكر (الجواب الكافي ص 36 - 37).

 

عن معاذ بن معاذ قال: «ما رأيت أحدًا أعظم رجاء لأهل الإسلام من ابن عون؛ لقد ذكر له الحجاج وأنا شاهد فقيل: إنهم يزعمون أنك مستغفر للحجاج فقال: ما لي لا أستغفر للحجاج من بين الناس؟ وما بيني وبينه؟ وما كنت أُبالي أن أستغفر له الساعة قال معاذ: وكان إذا ذكر عنده الرجل بعيب قال: إن الله تعالى رحيم» (حلية الأولياء 1/239).

 

قال محمد بن يحيى الذهلي: «سألت الخريبي عن التوكل، فقال: أرى التوكل حسن الظن بالله عز وجل» (حلية الأولياء 3/41).

 

عاد حماد بن سلمة سفيان الثوري فقال سفيان: «يا أبا سلمة، أترى الله يغفر لمثلي؟ فقال حماد: والله لو خيرت بين محاسبة الله إياي وبين محاسبة أبوي لاخترت محاسبة الله، وذلك لأن الله أرحم بي من أبوي» (سير أعلام النبلاء 9/349).


العودة