محبة الله – عز وجل – والأنس به

 

يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: «وأما محبة الرب سبحانه فشأنها غير هذا الشأن، فإنه لا شيء أحب إلى القلوب من خالقها وفاطرها، فهو إلهها ومعبودها، ووليها ومولاها، وربُّها ومدبرها ورازقها، ومميتها ومحييها، فمحبته نعيم النفوس، وحياة الأرواح، وسرور النفوس، وقوت القلوب، ونور العقول، وقرة العيون، وعمارة الباطن. فليس عند القلوب السليمة والأرواح الطيبة، والعقول الزاكية أحلى، ولا ألذ، ولا أطيب، ولا أسر، ولا أنعم من محبته والأنس به، والشوق إلى لقائه، والحلاوة التي يجدها المؤمن في قلبه بذلك فوق كل حلاوة، والنعيم الذي يحصل له بذلك أتَمُّ من كل نعيم، واللذة التي تَناله أعلى من كل لذة.

 

سأل رجل الفضيل بن عياض فقال: يا أبا علي، متى يبلغ الرجل غايته من حب الله تعالى؟ فقال له الفضيل: «إذا كان عطاؤه ومنعه إياك عندك سواء فقد بلغت الغاية من حبه» (الحلية 8/113).

 

قال عامـر بن عبدالله: «أحـببت الله - عز وجل - حبًا سهَّل عليَّ كل مصيبة، ورضَّاني في كل قضية، فما أبالي مع حـبي إياه ما أصـبحت عليه وما أمسيت» (حلية الأولياء 2/89).

 

العودة